توعد الزمن

يا زمانا رايته يتوعد ....كل حب مرهف يترصد

يملؤ السّأم في الشّغافِ جفاءً ....ويوافي بصدها وهو انكد
أقدح الزّند للفراقِ بلاءً ....وانتكاساً لكل حلم مورّد

لِِِمَ أمسيت حياتنا في نَفَارٍ ....فهي دوماً لحبطنا تتصيّد
تترك الجرح كي ينز صديدا ....لا تبالي بحلمنا ان يبدّد

ترفض الوصل في النفوس وداداً ....وتغالي لقطع وصل مودّد

ذبت حزناً لمّا رايت نكاراً ....من حياة قميئة ليس تنشد

تسكب الكأس من نقيع سموم ....لنفوس بريئة تتوجّد

أيّ معنى اذا الحياة تعامت ....عن عقول مضيئة تتجدّد
ترفع القزم للعلا والمعالي ....والسفيه الجبان فيها مسنّد

هل تكون الحياة وجهاً عبوساً ....للذي بات حالم النّفس مسعد

أم تزيد السّفيه مالاً وجاها ....والفهيم الذّكيّ فيها مبعّد
يجرع الصّاب لا يبالي أذاه .... باصطبار وعزمة يتجلّد

(ان الشر في النفوس في الأرض نفس)....تتعامى عن الضياء الممدّد

تقبل الذل في انصياع وتقع ....كجبان محنّط أو مجمّد

فهوان الكريم سقطٌ مذلٌ ....ان يبيت الكريم في القيد مصفد
ويعاني في الزمان نكالا ....وانخذالا يحيله شبه مقعد
يا لهذا الزمان حسبك أني ....لم ازل صامداً والعزم مجهد

أقمع النفس أن تهان وترضى ....بهوان يطالها كي تشرّد

هل تدوم الحياة يوماً لفرح ....أو يدوم النعيم عيشاً مؤبّد

فدوام الحياة أمر محال ....كل حيٍ حياته لا تخلّد

فمسار الكرام نبض وحلمٌ ....واجتلاء الى المكارم يحمد
يرسم الحب للنفوس رواءً ....وابتساماً لكل طرف مسهّد
ويوافي بكل حلم جميل ....ينشد الحب للحيارى مجدّد

مثل طير على الأراك يغنّي ....شادي اللّحن في هيام يغرّد

او خرير المياه يسكب لحناً ....مثل عزف الرّباب للحب منشد
او نسيم الصباح ينثو عبيراً ....للذي بات بالهيام موسّد
ان فيض الحياة يزكو أريجا ....واجتلاءً وبسمة لا تعدّد
فا ملأ النفوس بالمراح زخلّ ....سأمة النفس للشؤم المعقّد

وانظر البحر ساكناً في هدوء ....وتملّ من السحاب الملبّد

والتأ السّام عن شغافك تنجُ ....من مسمار محبّطٍ يتمرّد

واملأ الخفق باليقين صفاءً ....وانظر البان صابياً يتأوّد

يسكب النّفح من رحيق زهورٍ ....ووردٍ فواحها المسك والنّد
لا تبالِ اذا الحياة تغاضت ....فكريم الخصال حتما يسوّد ****تحياتي****